وأمّا في حال عدم تشخيص هذه العلامات بسبب ظلمة الليل في أيّ من سفر البر أو البحر، فقد جعل اللّه تعالى علامات في السماء تعوض عن علامات الأرض في تلك الحال: (وبالنجم هم يهتدون).
بطبيعة الحال فهذه إِحدى الفوائد الجمة للنجوم، ولو لم يكن لها سوى هذه الفائدة لكان كافياً لوجودها، خصوصاً في زمن لا أسطرلاب فيه ولا مؤشرات قطبية تعين السفن في تحديد مسيرها وفق خرائط أعدت لذلك الغرض، وقديماً كانت الرحلات تتوقف إِذا ما غطيت السماء بالسُّحب وتلبدت بالغيوم، ومَنْ يجرؤ على تكملة السفر فسيواجه خطر الموت.
وكما هو معلوم اليوم، فإنّ النجوم التي تبدو لنا متحركة في السماء عبارة عن خمسة كواكب، ويطلق عليها اسم السيارات، والسيارات أكثر من خمسة، إِلاّ أنّ البقية لا يمكن تشخيصها بالعين المجرّدة بسهولة، أمّا بقية النجوم فإِنّها تحتفظ بمكانها النسبي، وكأنّها لآليء خيطت على قطعة قماش أسود، وهذه القطعة كأنّها تسحب من إِحدي جهاتها فتتحرك بكاملها.
وبعبارة أُخرى: إِنّ حركة النجوم الثوابت جمعية، وحركة السيارات إنفرادية، حيث تتغير المسافات بينها وبين الثوابت باستمرار.
إِضافة لذلك، فالنجوم الثوابت تشكل فيما بينها أشكالا معينة تعرف ب- (الصور الفلكية) ولها الأثر الكبير في معرفة الإِتجاهات الأربعة (الشمال، الجنوب، الشرق، والغرب
﴿وَعَلامَاتٍ﴾ تستدلون بها على الطرق من جبل ونحوه نهارا ﴿وَبِالنَّجْمِ﴾ أي الجنس أو الثريا أو الفرقدان أو الجدي أو بنات نعش ﴿هُمْ﴾ أي السائرة الدال عليهم ذكر السبيل ﴿يَهْتَدُونَ﴾ إلى الطرق وروي بالجدي يهتدى إلى القبلة، وعن الصادق (عليه السلام) نحن العلامات والنجم رسول الله.