التّفسير
لا تجعلوا لله شبيهاً:
تواصل هاتان الآيتان بحوث التوحيد السابقة، وتشير إِلى موضوع الشرك، وتقول بلهجة شديدة ملؤها اللوم والتوبيخ: (ويعبدون من دون اللّه ما لا يملك لهم رزقاً من السماوات والأرض شيئاً).
وليس لا يملك شيئاً فقط، بل (ولا يستطيعون) أن يخلقوا شيئاً.
وهذه إِشارة إِلى المشركين بأن لا أمل لكم في عبادتكم للأصنام، لأنّها لا تضرّكم ولا تنفعكم وليس لها أيُّ أثر على مصيركم، فالرزق مثلا والذي به تدور عجلة الحياة سواء كان من السماء (كقطرات المطر وأشعة الشمس وغير ذلك) أو ما يستخرج من الأرض، إِنّما هو خارج عن اختيار الأصنام، لأنّها موجودات فاقدة لأية قيمة ولا تملك الإِرادة، وإِنْ هي إِلاّ خرافات صنعتها العصبية الجاهلية ليس إِلاّ.
وجملة (لا يستطيعون) سبب لجملة "لا يملكون" أيْ: إنّها لا تملك شيئاً من الأرزاق لعدم استطاعتها الملك، فكيف بالخلق!!
﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا﴾ من مطر ونبات ﴿وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ﴾ لا يقدرون على شيء وهم الأصنام.