وتأتي الآية التالية لتبيّن أنّ الجميع بعد أنْ يقولوا كل ما عندهم، ويسمعوا جواب قولهم، سيتوجهون إِلى حالة أُخرى... (وألقوا إِلى اللّه السلم)(3) مسلمين لله، مذعنين لعظمته جل وعلا، لأنّ غرور وتعصب الجاهلين قد أُزيل برؤية الحق الذي لا مفرّ من تصديقه والإِذعان إِليه.
وفي هذه الأثناء، وحيث كل شيء جلي كوضوح الشمس... (وضلّ عنهم ما كانوا يفترون).
فتبطل كذبتهم بوجود شريك لله، وكذلك يبطل ادعاؤهم بشفاعة الأصنام لهم عند اللّه، عندما يلمسون عدم قدرة الأصنام للقيام بأي عمل، بل ويرونها محشورة معهم في نار جهنم!!.
﴿وَأَلْقَوْاْ﴾ أي المشركون ﴿إِلَى اللّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ﴾ أي استسلموا لحكمه ﴿وَضَلَّ﴾ بطل ﴿عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ﴾ أن آلهتهم تشفع لهم.