وبعد ذكر الفئتين السابقتين، أي الذين يتلفظون بكلمات الكفر وقلوبهم ملأى بالإِيمان، والذين ينقلبون إِلى الكفر مرّة أُخرى بكامل اختيارهم ورغبتهم، فبعد ذلك تتطرق الآية التالية إِلى فئة ثالثة وهم البسطاء المخدوعون في دينهم، فتقول: (ثمّ إِنّ ربّك للذين هاجروا من بعد ما فُتنوا ثمّ جاهدوا وصبروا إِنّ ربّك من بعدها لغفور رحيم)(1).
فالآية دليل واضح على قبول توبة المرتد، ولكنّ الآية تشير إِلى مَن كان مشركاً في البداية ثم أسلم، فعليه يكون المقصود به هو (المرتد الملّي) وليس (المرتد الفطري)(2).
﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ﴾ عذبوا كعمار بالنصرة وثم لتباعد هؤلاء من أولئك وقرىء بالمعلوم أي فتنوا غيرهم ثم أسلموا وهاجروا ﴿ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ﴾ على المشاق ﴿إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا﴾ بعد الفتنة ﴿لَغَفُورٌ﴾ لهم ﴿رَّحِيمٌ﴾ بهم.