ثمّ يضيف الله تبارك وَتعالى مرّة أُخرى: (نحنُ أعلم بما يستمعون به إِذ يستمعون إِليك) أي أنّ الله تعالى يعلم الغرض من استماعهم لكلامك وحضورهم في مجلسك و(إِذ هُم نجوى) يتشاورون ويتناجون (إِذ يقول الظالمون إن تتبعون إِلاَّ رجلا مسحوراً).
إِذ - في الحقيقة - إِنّهم لا يأتون إِليك مِن أجل سماع كلامك بقلوبهم وأرواحهم، بل هدفهم هو التخريب، وَتَصيّد الأخطاء (بزعمهم وَدعواهم) حتى يحرفوا المؤمنين عن طريقهم إِذا استطاعوا.
وَعادةً يكون مِثل هؤلاء الأشخاص وَبمثل نواياهم، قلوبهم موصدة، وَفي آذانهم وَقر، لذلك لا يجالسون رجال الحق إِلاَّ لتحقيق أهداف شيطانية.
﴿نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ﴾ بسببه من الهزء ﴿إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى﴾ ظرفان لأعلم ﴿إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ﴾ في تناجيهم ﴿إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا﴾ سحر فذهب عقله أو مخدوعا.