التّفسير
حتمية البعثْ وَيوم الحساالآيات السابقة تحدَّثت عن التوحيد وَحاربت الشرك، أمّا الآيات التي نبحثها الآن فتتحدّث عن المعاد والذي يعتبر مكملا للتوحيد.
لقد قُلنا سابقاً: إِنَّ أهم العقائد الإِسلامية تتمثل في الاعتقاد بالمبدأ والمعاد، والإِعتقاد بهَذين الأصلين يربيّان الإِنسان عملياً وأخلاقياً، وَيصدّانه عن الذنوب وَيدعوانه لأداء مسؤولياته وَيرشدَانه إِلى طريق التكامل.
الآيات التي نحنُ بصددها أجابت على ثلاثة أسئلة - أو شكوك - يُثيرها مُنكرو المعاد، ففي البداية تحكي الآيات على لسان المنكرين استفهامهم: (قالوا ءِإِذا كنّا عظاماً وَرُفاً ءَإِنَّا لمبعوثون خلقاً جديداً)(1).
يقول هؤلاء: هل يُمكن أن تجتمع هَذِهِ العظام المتلاشية الداثرة المتناثرة في كل مكان؟ وهل يمكن أن تُعَاد لها الحياة مرّة أُخرى؟!.
ثمّ أين هَذِهِ العظام النخرة المتناثرة في كل حدب وَصوب مِن هَذا الإِنسان الحي القوي العاقل؟
إِنَّ التعبير القرآني في هذه الآية الكريمة يدلل على أنَّ الرّسول(ص) كانَ يبيّن في دعوته (المعاد الجسماني) بعد موت الإِنسان، إِذ لو كانَ الكلام عن معاد الروح فقط، لم يكن ثمّةَ سبب لإِيراد مِثل هَذِهِ الإِشكالات مِن قبل المعارضيين والمنكرين.
﴿وَقَالُواْ﴾ إنكارا للبعث ﴿أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا﴾.