لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...
جاري التحميل ...
ثمّ يواسي الله تبارك وَتعالى نبيّه(ص) في مقابل عناد المشركين وإلحاحهم بالباطل، إذ يبيّن لهُ أن ليس هَذا بالشيء الجديد: (وإذ قلنا لك إنَّ ربّك أحاط بالناس). ففي قبال دعوة الأنبياء(عليهم السلام) هناك دائماً مجموعة مؤمنة نظيفة القلب نقية السريرة، صافية الفطرة، في مقابل مجموعة أُخرى معاندة مُكابرة لجوجة تتحجج وَتجد لِنفسها المعاذير في معاداة الدعوات وإيذاء الأنبياء. وَهكذا يتشابه الحال بين الأمس واليوم. ثمّ يضيف تعالى: (وَما جعلنا الرؤيا التي أريناك إِلاَّ فتنة للناس) وامتحاناً لهم، وكذلك الشجرة الملعونة هي أيضاً امتحان وفتنة للناس: (والشجرة الملعونة في القرآن). فيما يخص المقصود مِن (الرؤيا) و (الشجرة الملعونة) فسنبحث ذلك في مجموعة الملاحظات التي ستأتي بعد قليل إن شاء الله. وَفي الختام يأتي قوله تعالى: (وَنخوفهم فما يزيدهم إِلاَّ طغياناً كبيراً). لماذا؟ لأنَّهُ ما دام قلب الإِنسان غير مستعد لقبول الحق والتسليم له، فإنَّ الكلام ليسَ لا يؤثر فيه وحسب، بل إنَّ لهُ آثاراً معكوسة، حيثُ يزيد في ضلال هؤلاء وَعِنادهم بسبب تعصبهم وَمقاومتهم السلبية وانغلاق نفوسهم عن الحق. (تأمَّل ذلك). بحوث 1 - رؤيا النّبي(ص) والشّجرة الملعونة كَثُرَ الكلام بين المفسّرين عن المقصود بالرؤيا ونجمل هَذِهِ الأقوال بما يلي: أ: بعض المفسّرين قالوا: إنَّ هَذِهِ الرؤيا لا تعني رؤيا المنام، بل تعني المشاهدة الحيَّة الحقيقية للعين، وَيعتبرونها (أي الرؤيا) إِشارة إِلى قصّة المعراج التي وَرد ذكرها في بداية هَذِهِ السورة. فالقرآن وَوفقاً لهذا التّفسير يقول: إِنَّ حادثة المعراج هي بمثابة اختبار للناس، لأنَّ الرّسول(ص) ما إن شرعَ بذكر قصّة المعراج والإخبار عنها، حتى ارتفعت أصوات الناس، بآراء مُختلفة حولها، فالأعداء استهزؤا بها، وَضعيفوا الإِيمان نظروا إِليها بشيء مِن التردُّد والشك، أمّا المؤمنون الحقيقيون فقد صدّقوا رسول الله(ص) فيما أخبر، واعتقدوا بالمعراج بشكل كامل، لأنَّ مِثل هَذِهِ الأُمور تُعتبر بسيطة في مقابل القدرة المطلقة للخالق جلاّ وَعلا. الملاحظة الوحيدة التي يمكن دَرجها على هذا التّفسير، هي أنَّ الرؤيا عادةً ما تطلق على رؤيا المنام، لا الرؤيا في اليقظة. ب: نقل عن ابن عباس، أنَّ المقصود بالرؤيا، هي الرؤيا التي رآها رسول الله(ص) في السنّة السّادسة مِن الهجرة المباركة (أي عام الحديبية) في المدينة، وَبشرّ بها الناس أنّهم سينتصرون على قريش قريباً وَسيدخلون المسجد الحرام آمنين. ومن المعلوم أنَّ هَذِهِ الرؤيا لم تتحقق في تلك السنة، بل تحققت بعد سنتين أي في عام فتح مكّة. وهذا المقدار مِن التأخير جعل أصحاب الرّسول(ص)يقعون في بوتقة الإختبار، إِذ أصيب ضعيفو الإِيمان بالشك والريبة مِن رؤيا الرّسول وَقوله، في حين أنَّ الرّسول(ص) بيّن لهم - بصراحة - بأنّني لم أقل لكم بأنّنا سنذهب إِلى مكّة هذا العام، بل في المستقبل القريب. (وَهذا ما حصل بالفعل). الإعتراض الذي يمكن أن يرد على هذا التّفسير، هو أنَّ سورة بني إسرائيل مِن السور المكّية، بينما حادثة الحديبية وَقعت في العام السّادس للهجرة المباركة!! ج: مجموعة مِن المفسّرين الشيعة والسنة، نقلوا أنَّ هَذِهِ الرؤيا إِشارة للحادثة المعروفة والتي رأى فيها النّبي(ص) في المنام أن عدداً مِن القرود تصعد منبره وَتنزل مِنهُ (تنزو على منبره(ص))، وَقد حزَن(ص) كثيراً لِهَذا الأمر بحيث لم ير ضاحكاً مِن بعدها إِلاَّ قليلا (وَقد تمَّ تفسير هَذِهِ القرود التي تنزو على منبر رسول الله (ص) ببني أمية الذين جلسوا مكان النّبي(ص) الواحد تلو الآخر، يُقلِّد بعضهم بعضاً، وَكانوا ممسوخي الشخصية، وَقد جلبوا الفساد للحكومة الإِسلامية، وَخلافة رسول الله(ص)). ونقل هذِهِ الرّواية (الفخر الرازي) في التّفسير الكبير، و(القرطبي) في تفسيره الجامع و (الطبرسي) في مجمع البيان، وَغيرهم. ويقول الفيض الكاشاني في تفسير الصافي، بأنَّ هَذِهِ الرّواية مِن الرّوايات المعروفة في أوساط العامّة والخاصّة. ثمة إشارة نلاحظ فيها، إِنَّ التفاسير الثلاثة هَذِهِ في "الرؤيا" مِن الممكن أن تشترك جميعاً في تفسير الآية، وَلكن التّفسير الثّاني كما أشرنا - لا ينطبق مَع مكّية السورة. وَبالنسبة للمقصود مِن الشجرة الملعونة فقد واجهتنا أيضاً مجموعة مِن التفاسير التي يمكن أن نجمل القول بها في الآراء الآتية: أ: الشجرة الملعونة التي وَرد ذكرها في القرآن هي (شجرة الزقوم) وَهي الشّجرة التي تنمو في الجحيم طبقاً للآية (64) مِن سورة الصافات في قوله تعالى (إنّها شجرة تخرج في أصل الجحيم) ولهذه الشجرة طعمٌ مج وَمؤذ، وَثمارها طعام للمذنبين طبقاً اللآيات 43 - 46 مِن سورة الدخان (إنّ شجرة الزقوم، طعام الأثيم، كالمهل يغلي في البطون، كغلي الحميم) وَطعامها ليس كطعام الدنيا بل يشبه المعدن المذاب بالحرارة والذي يغلي في الأحشاء. وَسيرد تفسيرها بشكل كامل في تفسير الآيات من سورة الدخان إن شاء الله. إنَّ شجرة الزقوم - بدون شك - لا تشبه أشجار الدنيا أبداً، وَلِهذا السبب فإنّها تنمو في النار، وَطبيعي أنّنا لا ندرك هَذِهِ الأُمور المتعلقة بالعالم الآخر إِلاَّ على شكل أشباح وتصورات ذهنية. لقد استهزأ المشركون بهَذِهِ التعابير والأوصاف القرآنية بسبب مِن جهلهم وَعدم معرفتهم وَعِنادهم، فأبوجهل - مثلا - كانَ يقول: إِنَّ محمّداً يهددكم بنار تحرق الأحجار، ثمّ يقولُ بعد ذلك بأنَّ في النار أشجاراً تنمو! وَيُنقل عن أبي جهل - أيضاً - أنَّهُ كان يُهيىء التمر والسمن وَيأكل مِنهُ ثمّ يقول لأصحابه: كلوا مِن هَذا فإنَّه الزقوم. (نقلا عن روح المعاني في تفسير الآية). لِهَذا السبب فإنّ القرآن يعتبر الشجرة الملعونة في الآيات التي نبحثها، وَسيلة لإختبار الناس، إذ كانَ المشركون يستهزئون بها، بينما استيقنها المؤمنون الحقيقيون الذين كانوا يؤمنون بها. ويمكن أن يطرح على هذا التّفسير السؤال الآتي: إنَّ شجرة الزقوم لم تطرح في القرآن بعنوان الشجرة المعلونة؟ في الإجابة على ذلك نقول: يمكن أن يكون المقصود هو اللعن آكليها. بالإِضافة إِلى ذلك إِنَّهُ ما من شيء بعد رَحمة الله سوى اللعن، وَطبيعي جداً أنَّ مِثل هَذه الشجرة بعيدة جدّاً عن رحمة الله. ب: الشجرة الملعونة، هم اليهود البغاة، إذ أنّهم يشبهون الشجرة ذات الفروع والأوراق الكثيرة، وَلكنّهم مطرودون مِن مقام الرحمة الإِلهية. ج: جاء في الكثير مِن تفاسير الشيعة والسنة أنَّ الشجرة الملعونة هُم بنو أمية. ينقل الفخر الرازي في تفسيره رواية في هَذا المجال عن ابن عباس الذي أدرك الرّسول(ص) واشتهر في التاريخ الإِسلامي بكونه مُفسراً للقرآن الكريم. هَذا التّفسير يتلاءم مِن جهة مَع الرّواية التي ذكرناها أعلاه بخصوص رؤيا الرّسول(ص)، وهو أيضاً يتلاءم مَع الحديث المنقول عن عائشة والتي إلتفتت فيه إِلى مروان وَقالت لهُ: "لعن اللهُ أباكَ وَأنت في صلبه، فأنت بعض مَن لعنهُ الله"(1). وَلكن مرّة أُخرى يُطرح هَذا السؤال: في أي مكان مِن القرآن تمَّ لعن بني أمية باعتبارهم الشجرة الخبيثة؟ في الجواب نقول: لقد تمَّ ذلك في الآية (26) مِن سورة إبراهيم عِندَ الحديث عن الشجرة الخبيثة (وَمثلُ كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت مِن فوقِ الأرض ما لها مِن قرار). وَذلك للمفهوم الواسع للشجرة الخبيثة، وَلما وَرد من روايات في تفسيرها بأنَّ المقصود مِنها هم بنو أميّة، ثمّ إنَّ (الخبيثة) تقترن مِن حيث المعنى بـ (الملعونة)(2). وَجدير بالذكر هُنا، أنَّ الكثير مِن هَذِهِ التّفاسير أو كُلّها لا تتعارض فيما بينها، وَمِن الممكن أن تكون (الشجرة الملعونة) في القرآن إِشارة إِلى أي مجموعة مُنافقة وَخبيثة وَمطرودة مِن رحمة الله تعالى وَمقام الربوبية، خصوصاً تلك المجاميع مِثل بني أمية واليهود قساة القلب، والمعاندين وَكل الذين يسيرون على خُطاهم. وَشجرة الزقوم في القيامة تمثل الأشجار الخبيثة في العالم الآخر، وَكل هَذِهِ الأشجار الخبيثة (المجاميع المعنية) هي لاختبار وَتمحيص المؤمنين الصادقين في الحياة الدنيا. إِنَّ اليهود الذين سيطروا اليوم - زوراً وغصباً - على المقدسات الإِسلامية والذين يشعلون نار الفتنة والحرب في كل زاوية مِن زوايا العالم، وَيفتعلون العديد من الجرائم والمظالم بحق الشعوب، إضافة إِلى المنافقين الذين يتعاملون معهم تعاملا سياسياً وَغير سياسي، وكذلك كل المتسلطين الذين يسيرون على خُطى بني أمية في البلاد الإِسلامية، وَيقفون ضدَّ الإِسلام، وَيُبعدون المخلصين والمؤمنين مِن حركه المجتمع، وَيقومون بتسليط المجرمين والخبثاء على رقاب الناس، وَيقتلون أهل الحق والمجاهدين، وَيفتحون المجال لبقايا الجاهلية في استلام الأُمور والتحكُّم بالمقدرات... إِنَّ هؤلاء جميعاً هُم فروع وأغصان وأوراق هَذِهِ الشجرة الخبيثة المعلونة، وَهم علامات اختبار وَمواقع امتحان للمؤمنين ولعامّة الناس في هَذِهِ الحياة الدنيا. 2 - أعذار مُنكري الإعجاز إِنَّ بعض الجهلة والغافلين في عصرنا الحاضر، يقولون: إِنَّ رسول الله(ص) لم تكن لديه مِن معجزة سوى القرآن الكريم، ويقدمون مُختلف الحجج مِن أجل إِثبات أقوالهم وَدعاواهم، وَممّا يحتجون به قوله تعالى: (وَما منعنا أن نرسل بالآيات إِلاَّ أن كذَّب بها الأولون) حيثُ يعتبرونها دليلا على أنَّ الرّسول(ص) لم يأتِ بمعجزة، بخلاف باقي الأنبياء السابقين. وَلكن العجيب في أمر هؤلاء أنّهم التزموا بأوَّل الآية وَتركوا آخرها، حيثُ تقول نهاية الآية (وَما نرسل بالآيات إِلاَّ تخويفاً) هذا التعبير القرآني يوضح أنَّ المعجزات تقع على نوعين: القسم الأوَّل: المعجزات التي لها ضرورة لإِثبات صدق دعوة الرّسول(ص)وَتشوق المؤمنين، وتخوّف المنكرين للنّبوة. القسم الثّاني: المعجزات التي لها جانب اقتراحي، أي إنّها تصدر من اقتراحات المعاندين وَتنطلق مِن أمزجة ذوي الأعذار، وَفي تأريخ الأنبياء نماذج عديدة لِهَذِهِ المعجزات، التي وقع بعضها فعلا، إِلاَّ أنَّ المنكرين والذين سبق لهم اقتراح هَذِهِ المعجزات كشرط لإِيمانهم، بقوا على إنكارهم وَلم يؤمنوا بعد وقوع المعجزة، لذلك أصيبوا بالبلاء والعذاب الإِلهي. (لأنَّه وَقعت المعجزة المُقترحة وَلم يُؤمن بها مَن اقترحها وَطلبها فإِنَّه سيستحق العقاب الإِلهي السريع). بناءً على ذلك، فما نشاهده في الآية أعلاه والتي تخص الرّسول(ص) إنّما هي نفي للنوع الثّاني مِن المعجزات، وَلَيس للنوع الأوّل، الذي يعتبر ملازماً للنّبوة وَضرورياً لها. صحيح أنَّ القرآن يعتبر لوحده معجزة خالدة، ويمكنه لوحده اثبات دعوى الرّسول(ص) (إذا لم تكن معه معجزة أُخرى)، ولكن - بدون شك - فإنَّ القرآن يعتبر معجزة معنوية، وَهو أفضل شاهد بالنسبة لأهل الفكر، وَلكن لا يُمكن إِنكار أهمية أن تكون مَع هَذِهِ المعجزة، معجزات مادية محسوسة بالنسبة للأفراد العاديين وَعموم الناس، خاصّة وأن القرآن يتحدث مراراً عن مِثلِ هَذِهِ المعجزات التي وَقعت للانبياء السابقين، وَهَذَا الحديث يعتبر - بحدِّ ذاته - سبباً في أن يطالب الناس رسول الإِسلام(ص) بتقديم المعجزات التي تقع على منوال معجزات الأنبياء السابقين، خصوصاً وأنَّ الناس كانوا يقولون لرسول الإِسلام: كيف تدعي بأنّك أفضل الأنبياء وَخاتمهم وَلا تستطيع أن تقدَّم لنا أصغر معجزة مِن معجزاتهم (!!!)؟ إِنَّ أفضل جواب لهذا التساؤل هو مجيء رسول الاسلام (ص) بنماذج مِن معجزات الأنبياء السابقين، والتواريخ الإِسلامية المتواترة تؤكّد بأنَّ الرّسول(ص)قد جاءَ بمثل هَذِهِ المعجزات. ففي القرآن تواجهنا نماذج لِهَذِهِ المعجزات، مِثل التنبؤ بحوادث مُختلفة، أو نصرة الملائكة لجيش الإسلام على الأعداء، وَأُمور خارقة أُخرى لا سيما ما كان يقع في الحروب الإِسلامية. 3 - ما العلاقة بين المنكرين سابقاً والمنكرين لاحقاً؟ قد يطرح أحياناً هَذا السؤال حيثُ يبيّن القرآن - في الآيات أعلاه - أنَّ السابقين اقترحوا معجزات معيّنة ثمّ لم يؤمنوا بعد وقوعها، بل استمروا في تكذيبهم وإنكارهم وَعِنادهم، لذا فقد أصبح هَذا سبباً لعدم إِجابة مقترحاتكم. والسؤال هُنا: هل أنَّ تكذيب السابقين يكون سبباً لحرمان الأجيال اللاحقة، أي كيف يُؤخذ هؤلاء بجريرة أُولئك؟ الجواب على هذا السؤال واضح مِن خلال ما ذكرناه أعلاه، حيثُ يسود هَذا التعبير وَيروج في أوساطنا، إِذ نقول - مثلا - لأحدهم: لا نستطيع أن نسلِّم بحججك، فإذا سأل الطرف الآخر: لماذا؟ فإنّنا نقول له: إِنَّ هُناك سوابق كثيرة لِهَذا العمل، فهناك مَن قدَّم اقتراحات إِلاَّ أنّهم لم يستسلموا للحق لما جاءهم، لذا فإنَّ وَضعكم وَظروفكم تشابه أُولئك. إِضافة لذلك، فإنّكم توافقون أُولئك الأقوام على أساليبهم، بل وَتدعمونها، وأثبتم عملياً أنّكم لا ترغبون في البحث عن الحق والحقيقة، بل إنّ هدفكم هو مجرّد العناد والتحجج والبقاء في طور المعاذير، ثمّ تتبعون ذلك كلّه بالعناد والمكابرة والإِنكار، لذا فإِنَّ الرضوخ إِلى مُقترحاتكم وإِجابتها لا معنى له. فهؤلاء القوم - مثلا - عِندما أخبرهم الرّسول(ص) بأنَّ أهل النّار يأكلون مِن شجرة تسمّى (زقوم) وَتخرج في أصل الجحيم وَلها أوصاف معينة، بدأوا بالسخرية والإِستهزاء - كما ذكرنا سابقاً - فالبعض مِنهم كان يقول: إِنَّ الزقوم هو التمر والسمن، وَبعض كان يقول: كيف تنمو الأشجار فيالجحيم المستعر مِن الحجارة؟ في حين أن المعنى واضح وَلا يحتاج إِلى مِثل هَذِهِ المكابرة والعناد، إِذ أنَّ الشجرة المقصودة لا تشبه أشجار هَذِهِ الدنيا. ﴿وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ﴾ علما وقدرة فهم في قبضته فبلغهم ولا تخشهم فهو عاصمك منهم ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ﴾ عيانا ليلة الإسراء أو في المنام إذ رأى بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك ﴿إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ﴾ امتحانا لهم ﴿وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ﴾ عطف على الرؤية وهي بنو أمية ﴿وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ﴾ ذلك ﴿إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا﴾ عتوا عظيما.