وَلكنَّهُ عِندما طُرِدَ - إِلى الأبد - مِن حضرة الساحة الإِلهية بسبب استكباره وَطغيانه في مقابل أمر الله له، قال: (قالَ أرأيتك هذا الذي كرّمت علي لئن اخرتن إِلى يومِ القيامة لأحتنكنَّ ذرّيته إِلاَّ قليلا). (1)
"أحتنكن" مشتقّة مِن "احتناك" وَهي تعني قطع جذور شيء ما، لذا فعندما يأكل الجراد المزروعات تقول العرب: احتنكَ الجراد الزرع، لذا فإنَّ هذا القول يشير إِلى أن إِبليس سيحرف كل بني آدم عن طريق الله وَطاعته، إِلاَّ القليل مِنهم.
وَيحتمل أن تكون كلمة (احتنكن) مُشتقة مِن (حنك) وَهي المنطقة التي تحت البلعوم، فعندما يوضع الحبل في رقبة الحيوان تقول العرب (احتنك الدابة)، وَفي الواقع، فإنَّ الشيطان يريد أن يقول بأنَّهُ سيضع حبل الوسوسة في أعناق الناس وَيجرهم إِلى طريق الغواية والضلال.
﴿قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا﴾ مفعول أول إذ لا محل لكاف الخطاب ﴿الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ﴾ والمفعول الثاني مقدر أي أخبرني عن هذا الذي فضلته علي بأمري بتعظيمه لم فضلته ﴿لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ﴾ لاستأصلنهم بالإغواء ﴿إَلاَّ قَلِيلاً﴾ منهم.