لذلك تقول الآية (أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر) ثمّ أضافت: (أو يرسل عليكم حاصباً ثمّ لا تجدوا لكم وَكيلا)، حيث تغشيكم عاصفة محمّلة بالحصي والحجارة و تدفنكم تحتها ولا تجدون من ينقذكم منها (وفي ذلك من العذاب ما هو أشدّ من الغرق في البحر).
إِنَّ المتجولين في الصحاري وأهل البوادي يدركون أكثر مِن غيرهم رهبة هَذا التهديد الرّباني والوعيد القرآني، إِذ يعرفون كيف تؤدي ثورة الكثبان الرملية في الصحراء إِلى دَفع الرمال والأحجار إِلى غير مواقعها لِتشكِّل تلالا تدفن في ثناياها وبطونها قوافل الجمال وَمَن عليها.
﴿أَفَأَمِنتُمْ﴾ إنكار عطف على مقدر أي أنجوتم فأمنتم حتى أعرضتم ﴿أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ﴾ أي يقلبه وأنتم عليه ﴿أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا﴾ ريحا ترميكم بالحصى والمعنى أن القادر على إغراقكم في البحر قادر على إهلاككم في البر ﴿ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً﴾ حافظا منه.