سبب النّزول
قيل في سبب نزول الآية الثانية أنّ رسول الله قال: من تصدّق بصدقة فله مثلاها في الجنّة.
سوف ينال ضعفه في الجنّة فقال (أبو الدحداح الأنصاري): يا رسول الله إنّ لي حديقتين إن تصدقت بأحدهما فإن لي مثليها في الجنّة، قال: نعم.
قال: واُم الدحداح معي، قال: نعم.
قال: والصبية معي.
قال: نعم.
فتصدّق بأفضل حديقتيه فدفعها إلى رسول الله.
فنزلت الآية فضاعف الله له صدقته الفي الف وذلك قوله أضعاف كثيرة.
فرجع أبو الدحداح فوجد أُم الدحداح والصبية في الحديقة التي جعلها صدقة، فقام على باب الحديقة وتحرج أن يدخلها فنادى يا اُمّ الدحداح، قالت: لبيك يا أبا الدحداح، قال: إني قد جعلت حديقتي هذه صدقة واشتريت مثليها في الجنّة واُم الدحداح معي والصبية معي.
قالت: بارك الله لك فيما اشتريت وفيما اشتريت، فخرجوا منها واسلموا الحديقة إلى النبي فقال النبي: كم نخلة متدلّ عذوقها لأبي الدحداح في الجنة(1).
التّفسير
الجهاد بالنّفس والمال:
هذه الآيات تشرع في حديثها عن الجهاد وتعقّب بذكر قصّة في هذا الصدّد عن الأقوام السّالفة، مع الإلتفات إلى الأحداث التي مرّت على جماعة من بني إسرائيل الّذين تهرّبوا من الجهاد بحجّة الإصابة بمرض الطّاعون وأخيراً ماتوا بهذا المرض، يتّضح الإرتباط بين هذه الآيات والآيات السّابقة.
في البداية تقول الآية (وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أنّ الله سميع عليم)يسمع أحاديثكم ويعلم نياتكم ودوافعكم النفسية في الجهاد.
﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾ لما بين أن الفرار من الموت غير منج أمرهم بالجهاد ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ﴾ لأقوالكم ﴿عَلِيمٌ﴾ بنياتكم.