التّفسير
نوم أصحاب الكهف:
مِن القرائن الموجودة في الآيات السابقة نفهم إِجمالا أنَّ نوم أصحاب الكهف كان طويلا جدّاً.
هذا الموضوع يُثير غريزة الاستطلاع عند كل مستمع، إِذ يريد أن يعرف كم سنة بالضبط استمرَّ نومهم؟
في المقطع الأخير مِن مجموعة الآيات التي تتحدث عن أصحاب الكهف، تُبعد الآيات الشك عن المستمع وتقول له: (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً)(1).
ووفقاً للآية فإِنَّ مجموع نومهم وبقائهم في الكهف هو (309) سنة.
والبعض يرى أن ذكر ثلاثمائة وتسعة مفصولة بدلا عن ذكرها في جملة واحدة، يعود إِلى الفرق بين السنين الشمسية والسنين القمرية حيثُ أنّهم ناموا (300) سنة شمسية، وبالقمري تعادل (309).
وهذا مِن لطائف التعبير حيث أوجز القرآن بعبارة واحدة صغيرة، حقيقة كبيرة تحتاج إِلى شرح واسع(2).
﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ﴾ نياما ﴿ثَلَاثَ مِائَةٍ﴾ بالتنوين وبدونه ﴿سِنِينَ﴾ بدل وأضافها بعض على وضع الجمع موضع الواحد ﴿وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ تسع سنين وإنما فصل لأن اللبث ثلاثمائة بسني الشمس وزيادة التسع بسني القمر وروي سأل يهودي عليا (عليه السلام) عن ذلك فأخبره بما في القرآن فقال في كتبنا ثلاثمائة فقال (عليه السلام) ذلك بسني الشمس وهذا بسني القمر.