لقد تضخَّم هذا الإِحساس ونما تدريجياً - كما هو حاله - ووصلَ صاحب البستان إلى حالة بدأ يظن معها أنَّ هذه الثروة والمال والجاه والنفوذ إِنّما هي أُمور أبديّة، فدخل بغرور إلى بستانه (في حين أنَّهُ لا يعلم بأنَّهُ يظلم نفسه) ونظر إلى أشجاره الخضراء التي كادت أغصانها أن تنحني مِن شدَّة ثقل الثمر، وسمع صوت الماء الذي يجري في النهر القريب من البستان والذي كان يسقي أشجاره، وبغفلة قال: لا أظن أن يفنى هذا البستان، وبلسان الآية وتصوير القرآن الكريم: (ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قالَ ما أظن أن تبيد هذه أبداً).
﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ﴾ بصاحبه يريه ما فيها ويفاخره وأفرد الجنة لأنها في حكم الواحدة لتواصلهما ﴿وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ﴾ بكفره ﴿قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ﴾ تفنى ﴿هَذِهِ﴾ الجنة ﴿أَبَدًا﴾ اغترارا بما هو فيه.