وبعد أن أشار إِلى قضية التوحيد والشرك اللذين يُعتبران مِن أهم المسائل المصيرية، جدَّد لومه لصاحبه قائلا: (ولولا إِذ دَخلت جنتك قلت ما شاء الله)(2).
فلماذا لا تعتبر كل هذه النعم مِن الخالق جلَّ وعلا، ولماذا لم تشكره عليها.
ولماذا لم تقل: (لا قوة إِلاَّ بالله).
فإِذا كُنت قد هيَّأت الأرض وبذرت البذور وزرعت الغرس وربيت الأشجار، وفعلت كلَّ شيء في وقته المناسب حتى وصل الأمر إلى ما وصل إِليه; فإنَّ كل هذه الأُمور هي مِن قدرة الخالق جلَّوعلا، وقد وَضع سبحانه وتعالى الوسائل والإِمكانات تحت تصرفك، حيث أنّك لا تملك شيئاً من عندك، وبدونه تكون لا شيء!
ثمّ يقول له: ليسَ مِن المهم أن أكون أقل مِنك مالا وولداً: (إِن ترن أنا أقل منك مالا وولداً).
﴿وَلَوْلَا﴾ وهلا ﴿إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ﴾ وأعجبت بها ﴿قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ﴾ أي الأمر ما شاء الله أو ما شاء كائن ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ اعترافا بأنك إنما عمرتها بالله لا بقوتك ﴿إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا﴾.