الآية التي بعدها تتحدَّث عن كيفية بعث الناس فتقول: (وعرضوا على ربّك صفاً).
إِنَّ استخدام هذا التعبير قد يكون إِشارة إلى حشر كل مجموعة مِن الناس تتشابه في أعمالها في صف واحد; أو أنَّ الجميع سيكونون في صف واحد دون أية إِمتيازات أو تفاوت، وسوف يقال لهم: (لقد جئتمونا كما خلقناكم أوَّل مرَّة).
فليسَ ثمّة كلام عن الأموال والثروات، ولا الذهب والزينة، ولا إِلامتيازات والمناصب المادية، ولا الملابس المختلفة، وليسَ هُناكَ ناصر أو معين، ستعودون كمثل الحالة التي خلقناكم فيها أوَّل مرَّة، بالرغم مِن أنّكم كُنتم تتوهمون عدم امكان ذلك: (بل زعتم ألن نجعل لكم موعداً).
وذلك في وقت سيطرت فيه حالة الغرور عليكم بما أوتيتم مِن إِمكانات مادية غفلتم معها عن الآخرة، وأصبحتم تفكرون في حياتكم الدنيا وخلودها، وغفلتم عن نداء الفطرة فيكم.
﴿وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا﴾ مصطفين لا يحجب بعضهم بعضا ﴿لَّقَدْ جِئْتُمُونَا﴾ بتقدير القول ﴿كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ لا شيء معكم من المال والولد ﴿بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا﴾ للبعث.