قوله تعالى: (فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما) أي السمكّة التي كانت معهما، أمّا العجيب في الأمر فإِنّ الحوت: (فاتّخذ سبيله في البحر سرباً)(1).
وهناك كلام كثير بين المفسّرين عن نوعية السمك الذي كان معداً للغذاء ظاهراً هل كانت سمكّة مشوية، أو مملّحة أو سمكّة طازجة حيث بعثت فيها الحياة بشكل اعجازي وقفزت الى الماء وغاصت فيه، هناك كلام كثير بين المفسّرين.
وفي بعض كتب التّفسير نرى أنَّ هُناك حديثاً عن عين تهب الحياة، وأنّ السمكة عندما أصابها مقدار مِن ماء تلك العين عادت إِليها الحياة.
وهناك احتمال آخر وهو أن السمكّة كانت حيَّة، بمعنى أنّها لم تكن قد ماتت بالكامل، حيث يوجد بعض أنواع السمك يبقى على قيد الحياة فترة بعد إِخراجه مِن الماء، ويعود إلى الحياة الكاملة إِذا أعيد في هذه الفترة إلى الماء.
﴿الْعَذَابَ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا﴾ موضع اجتماع البحرين ﴿نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾ تركاه أو ضل عنهما أو نسي موسى تعرف حاله ويوشع أن يحمله ﴿فَاتَّخَذَ﴾ الحوت ﴿سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا﴾ مسلكا قيل أمسك الله جري الماء من الحوت فصار كالكوة لا يلتئم.