ثمّ (حتى إِذا بلغ مغرب الشمس).
فرأي أنّها تغرب في بحر غامق أو عين ذات ماء آجن: (وجدها تغرب في عين حمئة)(1).
(ووجد عندها قوماً) أي مجموعة من الناس فيهم الصالح والطالح، هؤلاء القوم هم الذين خاطب الله ذا القرنين في شأنهم: ( قلنا يا ذا القرنين إِمّا أن تُعذَّب وإِمّا أن تتخَّذ فيهم حسناً)(2).
ويرى بعض المفسّرين في كلمة (قلنا) دليلا على نبوة ذي القرنين.
ولكن مِن المحتمل أن يكون المقصود بهذا التعبير هو الإِلهام القلبي الذي يمنحهُ الخالق جلَّ وعلا لغير الأنبياء أيضاً، هذا وليسَ بالإِمكان انكار أنَّ التعبير الآنف الذكر يشير بالفعل إِلى معنى النّبوة.
﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ﴾ أي آخر العمارة من جانب المغرب ﴿وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ ذات حمئة وهي الطين الأسود وقرىء حامية أي حارة ولعلها جمعت الوصفين فلا تنافي بين القراءتين وغروبها في بحر العين وهو البحر المحيط في رأي العين ﴿وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا﴾ كفارا ﴿قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ﴾ القوم بالقتل بكفرهم ﴿وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴾ بالهداية إلى الإيمان وقيل بالأسر.