وكذلك جعلني مطيعاً ووفياً لأُمي (وبرّاً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً).
كلمة "جبار" تطلق على الشخص الذي يعتقد بأنّ له كل الحق على الناس ولا يعتقد بأنّ لأحد عليه حقاً.
وكذلك يطلقونها على الذي يضرب الناس ويقتلهم إِذا غضب، ولا يتبع ما يأمر به العقل، أو أنّه يريد أن يسد نقصه ويغطيه بادعاء العظمة والتكبر، وهذه كلها صفات بارزة للطواغيت المستكبرين في كل زمان(4).
و"الشقي" تقال للشخص الذي يهيء أسباب البلاء والعقاب لنفسه، وبعضهم فسر ذلك بالذي لا يقبل النصيحة، ومن المعلوم أن هذين المعنيين لا ينفصلان عن بضعهما.
ونقرأ في رواية، أن عيسى(ع) يقول "قلبي رقيق وأنا صغير في نفسي"(5)وهو إِشارة إِلى أن هذين الوصفين يقعان في مقابل الجبار والشقي.
﴿وَبَرًّا﴾ وجعلني بارا ﴿بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا﴾ متكبرا ﴿شَقِيًّا﴾ عاصيا لله.