وقد ذكر بعض المفسّرين لجملة (له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك)آراء عديدة بلغت أحياناً أحد عشر قولاً ما ذكرنا أعلاه هو أنسبها جميعاً كما يبدو.. ثمّ تضيف الآية: إن كل ذلك بأمر ربّك (ربّ السماوات والأرض وما بينهما)فإِذا كان الأمر كذلك، وكل الخطوط تنتهي إِليه (فاعبده) عبادة مقترنة بالتوحيد والإِخلاص.
ولما كان هذا الطريق - طريق العبودية والطاعة وعبادة الله الخالصة - مليء بالمشاكل والمصاعب، فقد أضافت (واصطبر لعبادته)، وتقول في آخر جملة: (هل تعلم له سمياً).
وهذه الجملة في الواقع، دليل على ما جاء في الجملة السابقة، يعني: هل لذاته المقدسة شريك ومثيل حتى تمد يدك اليه وتعبده؟
إِنّ كلمة (سمي) وإِن كانت تعني "المشترك في الإِسم"، إِلاّ أن من الواضح أنّ المراد هنا ليس الإِسم فقط، بل محتوى الإِسم، أي: هل تعلم أحداً غير الله خالقاً رازقاً، محيياً مميتاً، قادراً على كل شيء، وظاهراً على كل شيء؟
﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ خبر محذوف ﴿فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ﴾ أي واصبر عليها وعدي باللام لتضمنه معنى الثبات للعبادة ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ أي ليس له مثل ولا شريك له في اسمه فإن الصنم إن سمي إلها لم يسم الله قط.