ثمّ تتطرق الآيات إِلى التعريف بالله تعالى المنزل للقرآن، لتتضح عظمة القرآن من خلال معرفته، فتقول: (تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى)(4).
إِنّ هذا التعبير في الحقيقة إِشارة إِلى ابتداء وانتهاء نزول القرآن، انتهاؤه إِلى الأرض وابتداؤه من السماوات، وإِذا لم تُصف هنا كلمة "وما بينهما" - كما في بعض الآيات الأُخرى من القرآن - فربّما كان لهذا السبب، وهو أنّ الهدف كان بيان الإِبتداء والإِنتهاء.
على كل حال، فإِنّ من المعلوم أنّ الله الذي عمت قدرته وتدبيره وحكمته كل أرجاء الأرض السماء، إِذا أنزل كتاباً، فكم سيكون غني المحتوى، وجنيّ الثمر؟!
﴿تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى﴾ اقتصر عليها لأن الحس لا يتجاوزها بعد الأرض.