لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...
جاري التحميل ...
وأشارت الآية التالية إِلى الرّكن الرّابع، أي: "العالمية"، فقالت: (وإِن تجهر بالقول فإنّه يعلم السر وأخفى). وهناك نقاش وبحث بين المفسّرين في المراد من "أخفى" هنا: فذهب بعضهم إِلى أنّ السر هو أن يتحدث إِنسان مع آخر بصورة خفية، وأخفى: هو أن يحتفظ الإِنسان بذلك القول والأمر في قلبه ولا يحدث به أحداً. وذهب آخرون: إن "السر" هو ما أضمره الإِنسان في قلبه، و"أخفى" هو الذي لم يخطر على باله، إِلاّ أنّ الله سبحانه مطلع عليه وعالم به. وقال ثالث: إِنّ "السر" هو ما يقوم به الإِنسان من عمل في الخفاء، وأخفى: هي النية التي في قلبه. وقال رابع: إِن (السر) يعني أسرار الناس، و(أخفى) هي الأسرار التي في ذات الله المقدسة. في حديث عن الإِمامين الباقر والصادق(عليهما السلام): "السر ما أخفيته في نفسك، وأخفى ما خطر ببالك ثمّ أُنسيته"(7). إِنّ هذه الحديث يمكن أن يكون إِشارة إِلى أن ما يتعلمه الإِنسان يودع في مخزن الحافظة، غاية الأمر أن ارتباط الإِنسان قد ينقطع أحياناً مع زاوية من هذا المخزن، فتنتج حالة النسيان، ولذلك فإنّه إِذا ما تذكر ذلك المنسي بطريقة ما، فسيرى هذا المطلب واضحاً ومعروفاً لديه، وبناء على هذا فإن ما ينساه الإِنسان هو أخفى أسراره التي أُخفيت في زوايا الحافظة، وقُطع ارتباطه بها بصورة مؤقتة، أو دائمة. ولكن لا مانع على كل حال من أن تُجمع كل هذه التفاسير التي ذكرت أعلاه في مفهوم الكلمة ومعناها الواسع. وعلى هذا فقد رُسمت صورة واضحة عن علم الله اللامتناهي، وعرف مُنزل القرآن من مجموع الآيات أعلاه معرفة إِجمالية في الأبعاد الأربعة: الخلقة، والحكومة، والمالكية، والعلم. وأشارت الآية التالية إِلى الرّكن الرّابع، أي: "العالمية"، فقالت: (وإِن تجهر بالقول فإنّه يعلم السر وأخفى). وهناك نقاش وبحث بين المفسّرين في المراد من "أخفى" هنا: فذهب بعضهم إِلى أنّ السر هو أن يتحدث إِنسان مع آخر بصورة خفية، وأخفى: هو أن يحتفظ الإِنسان بذلك القول والأمر في قلبه ولا يحدث به أحداً. وذهب آخرون: إن "السر" هو ما أضمره الإِنسان في قلبه، و"أخفى" هو الذي لم يخطر على باله، إِلاّ أنّ الله سبحانه مطلع عليه وعالم به. وقال ثالث: إِنّ "السر" هو ما يقوم به الإِنسان من عمل في الخفاء، وأخفى: هي النية التي في قلبه. وقال رابع: إِن (السر) يعني أسرار الناس، و(أخفى) هي الأسرار التي في ذات الله المقدسة. في حديث عن الإِمامين الباقر والصادق(عليهما السلام): "السر ما أخفيته في نفسك، وأخفى ما خطر ببالك ثمّ أُنسيته"(7). إِنّ هذه الحديث يمكن أن يكون إِشارة إِلى أن ما يتعلمه الإِنسان يودع في مخزن الحافظة، غاية الأمر أن ارتباط الإِنسان قد ينقطع أحياناً مع زاوية من هذا المخزن، فتنتج حالة النسيان، ولذلك فإنّه إِذا ما تذكر ذلك المنسي بطريقة ما، فسيرى هذا المطلب واضحاً ومعروفاً لديه، وبناء على هذا فإن ما ينساه الإِنسان هو أخفى أسراره التي أُخفيت في زوايا الحافظة، وقُطع ارتباطه بها بصورة مؤقتة، أو دائمة. ولكن لا مانع على كل حال من أن تُجمع كل هذه التفاسير التي ذكرت أعلاه في مفهوم الكلمة ومعناها الواسع. وعلى هذا فقد رُسمت صورة واضحة عن علم الله اللامتناهي، وعرف مُنزل القرآن من مجموع الآيات أعلاه معرفة إِجمالية في الأبعاد الأربعة: الخلقة، والحكومة، والمالكية، والعلم. والآية التالية ربّما تشير إِلى ما ذكرنا: (الله لا إله إلاّ هو له الأسماء الحسنى). وكما قلنا في تفسير الآية (80) من سورة الأعراف، فإنّ التعبير بالأسماء الحسنى قد ورد مراراً وتكراراً في الآيات القرآنية، وفي كتب الحديث ومن البديهي أن كل أسماء الله حسنة، ولكن لما كانت لبعض أسماء الله وصفاته أهمية أكبر، فقد سمّيت بالأسماء الحسنى. ونقرأ في كثير من الرّوايات التي وصلتنا عن النّبي(ص) والأئمّة(عليهم السلام) أن لله (99) إسماً، وكل من دعاه بهذه الأسماء يستجاب دعاؤه، وكل من أحصاها فهو من أهل الجنّة. ويلاحظ هذا المضمون أيضاً في مراجع الحديث المعروفة عند أهل السنة أيضاً. ويبدو أنّ المراد من إِحصاء هذه الأسماء هو التخلق بصفاتها، لا مجرّد ذكر ألفاظها، ولا شك أن من تخلق بصفة العالم والقادر، أو الرحيم والغفور وأمثالها، وسطعت في وجوده أشعة وقبسات من هذه الصفات الإِلهية العظيمة، فإنّه من أهل الجنة، وممن يستجاب دعاؤه. ولمزيد الإِيضاح راجع الآية (180) من سورة الأعراف من هذا التّفسير. ﴿وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ﴾ بذكر الله ودعائه فهو غني عن جهرك ﴿فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ﴾ ما أسررته إلى غيرك ﴿وَأَخْفَى﴾ منه ما خطر ببالك أو السر هذا وأخفى الغيب الذي لا يخطر ببال، وعنهم (عليهم السلام) السر ما أخفيته في نفسك وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.