ثمّ سمع هذا الكلام من نفس المتكلم: (وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى)ومن بعدها تلقى موسى أوّل جمله من الوحي على شكل ثلاثة أُمور: (إِنّني أنا الله لا إِله إِلاّ أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) شرعت هذه الآية في بيان أهم أصل لدعوة الأنبياء في هذه الآية، ألا وهو مسألة التوحيد، وبعدها ذكرت موضوع عبادة الله الواحد كثمرة لشجرة الإِيمان والتوحيد، ثمّ أصدرت له أمر الصلاة بعد ذلك، وهي تعني أكبر عبادة وأهم ارتباط بين الخلق والخالق، وأكثر الطرق تأثيراً في عدم الغفلة عن الذات المقدسة.
إِنّ هذه الأوامر الثلاثة، مع أمر الرسالة الذي ورد في الآية السابقة، ومسألة المعاد التي تأتي في الآية التالية، تشكّل مجموعة كامله ومضغوطة من أصول الدين وفروعه، وتكملها بالأمر بالإِستقامة الذي سيأتي في آخر الآيات مورد البحث.
﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ لتذكرني فيها أو لأذكرك بالثناء أو لأني ذكرتها وأمرت بها أو لذكري خاصة لا تشوبها بغيره أو لأوقات ذكري أي لمواقيت الصلاة أو لذكر صلاتي وهو مروي.