التّفسير
مَن ربّكما؟
لقد حذف القرآن المجيد هنا - وكما هي طريقته - بعض المطالب التي يمكن فهمها بمعونة الأبحاث الآتية، وتوجّه مباشرةً إلى محاورة موسى وهارون مع فرعون، والمبحث في الواقع هكذا:
إنّ موسى بعد تلقّى الوحي والرسالة، وخطّة عمل كاملة في كيفيّة التعامل مع فرعون، تحرّك من تلك الأرض المقدّسة، والتقى أخاه هارون - على حدّ قول المفسّرين - قرب مصر، ثمّ توجّها معاً نحو فرعون، وتمكّنا من الدخول إلى قصر فرعون الاُسطوري برغم المشاكل الكثيرة.
فلمّا أصبح موسى أمام فرعون وجهاً لوجه، أعاد تلك الجمل الدقيقة المؤثّرة التي علّمه الله إيّاها أثناء الأمر بالرسالة: (إنّا رسولا ربّك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذّبهم قد جئناك بآية من ربّك والسلام على من اتّبع الهدى).
واعلم أيضاً (إنّا قد اُوحي إلينا أنّ العذاب على من كذّب وتولّى).
﴿قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى﴾ خصه بالنداء لأنه الأصل ولتربيته له.