لكن نرى ماذا كان ردّ فعل السّحرة تجاه تهديدات فرعون الشديدة؟ إنّهم لم يخافوا ولم يهربوا من ساحة المواجهة، أثبتوا صمودهم في الميدان بصورة قاطعة، و (قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض)لكن، ينبغي أن تعلم بأنّك تقدر على القضاء في هذه الدنيا، أمّا في الآخرة فنحن المنتصرون، وستلاقي أنت أشدّ العقاب (إنّما تقضي هذه الحياة الدنيا).
وعلى هذا، فإنّهم قد بيّنوا هذه الجمل الثلاث الراسخة أمام فرعون:
الأُولى: إنّنا قد عرفنا الحقّ وإهتدينا، ولا نستبدله بأي شيء.
والاُخرى: إنّنا لا نخاف من تهديداتك مطلقاً.
والثّالثة: حكومتك وسعيك سوف يدومان إلاّ أيّاماً قليلة من الدينا!
﴿قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ﴾ نختارك ﴿عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ﴾ المعجزات الظاهرة ﴿وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ﴾ أي صانع أو حاكم به ﴿إِنَّمَا تَقْضِي﴾ تصنع أو تحكم لسلطانك ﴿هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ أي فيها ونصير إلى النعيم الباقي في الآخرة.