وهنا قال الله سبحانه توبيخاً وملامة لعبدة الأوثان هؤلاء: (أفلا يرون ألاّ يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرّاً ولا نفعاً) فإنّ المعبود الواقعي يستطيع على الأقل أن يُلبّي طلبات عباده ويجيب على أسئلتهم، فهل يمكن أن يكون سماع خوار العجل من هذا الجسد الذهبي لوحده، ذلك الصوت الذي لا يُشعر بأيّة
إرادة، دليلا على جواز عبادة العجل، وصحّة تلك العبادة؟
وعلى فرض أنّه أجابهم عن أسئلتهم، فإنّه لا يعدو أن يكون كإنسان عاجز لا يملك نفع غيره ولا ضرّه، بل وحتّى نفسه، فهل يمكن أن يكون معبوداً وهو على هذا الحال؟
أي عقل يسمح بأن يعبد الإنسان تمثالا لا روح له يظهر منه بين الحين والآخر صوت غير مفهوم، ويعظمه ويخضع أمامه؟
﴿أَفَلَا يَرَوْنَ﴾ يعلمون ﴿أَلَّا﴾ أنه ﴿يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا﴾ لا يرد عليهم جوابا ﴿وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾.