وأخيراً وقع المحذور، وأكل آدم وحواء من الشجرة الممنوعة، فتساقط عنهما لباس الجنّة، فبدت أعضاؤهما: (فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما)(1) فلمّا رأى آدم وحواء ذلك إستحييا (وطفّقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة)(2).
نعم، لقد كانت العاقبة المؤسفة (وعصى آدم ربّه فغوى).
"غوى" أُخذت من مادّة الغي، أي العمل الصبياني الناشىء من إعتقاد خاطىء، ولمّا كان آدم هنا قد أكل - جهلا وإشتباهاً - من الشجرة المحرّمة، نتيجة للظنّ الذي حصل له من قول الشيطان، فقد عُبّر عن عمله بـ(غوى).
وفسّره بعض المفسّرين بأنّه الجهل الناشىء عن الغفلة، والبعض فسّرها بالمحرومية، والبعض الآخر بالفساد في الحياة.
وعلى كلّ حال فإنّ "الغي" يقابل "الرشد"، والرشد هو أن يسلك الإنسان طريقاً يوصله إلى هدفه ومقصده، أمّا الغي فهو عدم الوصول إلى المقصود.
﴿فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ فسر في الأعراف ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ﴾ خالف أمره الندبي فإن تارك النفل والإرشاد يسمى عاصيا ﴿فَغَوَى﴾ خاب من ثوابه أو مما رجاه من الخلد.