2 - عمى البَصَر وعَمى البصيرة!
لقد حُدّدت عقوبتان لاُولئك الذين يعرضون عن ذكر الله: إحداهما: المعيشة الضنك في هذه الدنيا، والتي اُشير إليها في الملاحظة السابقة، والاُخرى: العمى في الآخرة.
وقلنا مراراً: إنّ عالم الآخرة هو تجسّم أوسع لعالم الدنيا، وكلّ حقائق هذا العالم تتجسّد هناك بما يناسبها هنا، فاُولئك الذين عميت بصيرتهم عن مشاهدة الحقائق في هذه الدنيا، ستعمى هناك عيون أجسامهم، ولذلك فإنّهم حين يتساءلون بأنّا كنّا قبل هذا صحيحي البصر، فلماذا حشرنا عمياً؟ يقال لهم: لأنّكم قد نسيتم أيات الله، وهذه الحالة إنعكاس لتلك الحالة.
﴿قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا﴾ في الدنيا أو عند البعث قيل يخرج من قبره بصيرا فيعمى في حشره.