إلاّ أنّ هذا الوعي الإضطراري للإنسان عندما يواجه مشاهد العذاب لا قيمة له، ولا يؤثّر في تغيير مصير هؤلاء، ولذلك فإنّ القرآن في آخر آية من الآيات محلّ البحث يضيف: (فما زالت تلك دعواهم حتّى جعلناهم حصيداً) فيلقونهم على الأرض كالزرع المحصود، وتبدّل مدينتهم التي غمرتها الحياة والحركة والعمران إلى قبور مهدّمة مظلمة، فيصبحوا (خامدين)(2).
﴿فَمَا زَالَت تِّلْكَ﴾ الدعوى ﴿دَعْوَاهُمْ﴾ يدعون بها ويرددونها ﴿حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا﴾ كالزرع المحصود ﴿خَامِدِينَ﴾ موتى لا يتحركون كما تخمد النار أي أهلكناهم بالعذاب أو بقتل بخت نصر لهم.