ثمّ تقول الآية التالية: الآن وقد ثبت أنّ العالم له هدف فإنّه لا ريب في أنّ الهدف من هذا الخلق لم يكن أن يلهو الله سبحانه وتعالى عن ذلك، فإنّ هذا اللهو غير معقول، فـ(لو أردنا أن نتّخذ لهواً لأتّخذناه من لدنا إن كنّا غافلين).
"اللعب" يعني العمل الغير هادف، و "اللهو" إشارة إلى الأهداف غير المعقولة والملاهي.
هذه الآية تبيّن حقيقتين:
الأُولى: أنّه بملاحظة كلمة (لو)، وهي في لغة العرب للإمتناع، فهي تشير إلى أنّ من المحال أن يكون هدف الله هو اللهو.
والاُخرى: إنّه على فرض أنّ الهدف هو اللهو، فيجب أن يكون لهواً مناسباً لذاته، كأن يكون من عالم المجردات وأمثال ذلك، لا من عالم المادّة المحدود(1).
﴿لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا﴾ ما يتلهى به قيل هو الولد وقيل الزوجة ﴿لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا﴾ من قدرتنا أو من عندنا أي من الملائكة والحور لا من الإنس ﴿إِن كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ ذلك.