فإنّ الآيات التي نبحثها تجيب أوّلا عن هذا التوهّم، وتقول: (وله من في السماوات والأرض، ومن عنده (أي الملائكة) لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون(1) يسبّحون الليل والنهار لا يفترون).
ومع هذا الحال فأي حاجة لطاعتكم وعبادتكم؟ فكلّ هؤلاء الملائكة المقرّبين مشغولون بالتسبيح ليلا ونهاراً، وهو تعالى لا يحتاج حتّى لعبادة هؤلاء، فإذا كنتم قد أُمرتم بالإيمان والعمل الصالح والعبودية فإنّ كلّ ذلك سيعود بالنفع عليكم.
وهنا نقطة تلفت الإنتباه أيضاً، وهي أنّه في نظام العبيد والموالي الظاهري، كلّما تقرّب العبد من مولاه يقلّ خضوعه أمامه، لأن يختصّ به أكثر، فيحتاجه المولى أكثر.
أمّا في نظام عبوديّة الخلق والخالق فالأمر على العكس، فكلّما إقتربت الملائكة وأولياء الله من الله سبحانه زادت عبوديتهم(2).
﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ ينزهونه دائما ﴿لَا يَفْتُرُونَ﴾ عن التسبيح فهو لهم كالنفس لنا لا يشغلهم عنه شاغل