ولمّا كان إستقرار الأرض لا يكفي لوحده لإستقرار حياة الإنسان، بل يجب أن يكون آمناً ممّا فوقه، فإنّ الآية التالية تضيف: (وجعلنا السّماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون).
المراد من السّماء هنا - كما قلنا سابقاً - هو الجوّ الذي يحيط بالأرض دائماً، وتبلغ ضخامته مئات الكيلومترات كما توصّل إليه العلماء.
وهذه الطبقة رقيقة ظاهراً، وتتكوّن من الهواء والغازات، وهي محكمة ومنيعة إلى الحدّ الذي لا ينفذ جسم من خارجها إلى الأرض إلاّ ويفنى ويتحطّم، فهي تحفظ الكرة الأرضية من سقوط الشهب والنيازك "ليل نهار" التي تعتبر أشدّ خطراً حتّى من القذائف العسكرية.
إضافةً إلى أنّ هذا الغلاف الجوي يقوم بتصفية أشعّة الشمس التي تحتوي على أشعّة قاتلة وتمنع من نفوذ تلك الأشعة الكونية القاتلة.
أجل، إنّ هذه السّماء سقف متين منيع حفظه الله من الهدم والسقوط(4).
﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا﴾ للأرض في النظر ﴿مَّحْفُوظًا﴾ عن السقوط بقدرته أو الشياطين بالشهب ﴿وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا﴾ أوضاعها وأحوالها الدالة على الصانع ﴿مُعْرِضُونَ﴾ لا يتفكرون فيها.