إلاّ أنّ عبدة الأصنام لم يكن عندهم - في الحقيقة - جواب أمام هذا المنطق السليم القاطع، سوى أن يبعدوا المسألة عن أنفسهم ويلقوها على عاتق آبائهم، ولهذا (قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين).
ولمّا كانت حجّتهم بأنّ "هذه العبادة هي سنّة الآباء" غير مجدية نفعاً .. ولا نمتلك دليلا على أنّ السابقين من الآباء والأجداد أعقل وأكثر معرفة من الأجيال المقبلة، بل القضيّة على العكس غالباً، لأنّ العلم يتّسع بمرور الزمن، فأجابهم إبراهيم مباشرةً فـ(قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين).
﴿قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ﴾ فاقتدينا بهم.