وللأسف لم تستمر هذه اليقظة الروحية المقدّسة، وثارت في ضمائرهم الملوّثة المظلمة قوى الشيطان والجهل ضدّ نور التوحيد هذا، ورجع كلّ شيء إلى حالته الأُولى، وكم هو لطيف تعبير القرآن حيث يقول: (ثمّ نكسوا على رؤوسهم)ومن أجل أن يأتوا بعذر نيابة عن الآلهة البُكْم قالوا: (لقد علمت ما هؤلاء ينطقون) فإنّهم دائماً صامتون، ولا يحطّمون حاجز الصمت.
وأرادوا بهذا العذر الواهي أن يخفوا ضعف وذلّة الأصنام.
﴿ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ﴾ انقلبوا إلى الجدال بعد استقامتهم بالتفكر فقالوا ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ﴾ فكيف تأمرنا بسؤالهم وهذا اعتراف بما هو حجة عليهم.