وأشارت الآية التالية إلى أحد أهمّ مواهب الله لإبراهيم، وهي هبته الولد الصالح، والنسل المفيد، فقالت: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة(2) وكلاًّ جعلنا صالحين) فقد مرّت أعوام طوال وإبراهيم في لهفة وإنتظار للولد الصالح، والآية (100) من سورة الصافات ناطقة باُمنيته الباطنية هذه: (ربّ هب لي من الصالحين).
وأخيراً إستجاب له ربّه، فوهبه إسماعيل أوّلا، ومن بعد إسحاق، وكان كلّ منهما نبيّاً عظيم الشخصيّة.
إنّ التعبير ب- "نافلة" - والذي يبدو أنّه وصف ليعقوب خاصّة - من جهة أنّ إبراهيم(ع) كان قد طلب الولد الصالح فقط، فأضاف الله إلى مراده حفيداً صالحاً أيضاً، لأنّ النافلة في الأصل تعني الهبة أو العمل الإضافي.
وتشير الآية الأخيرة إلى مقام إمامة وقيادة هذا النّبي الكبير، وإلى جانب من صفات الأنبياء ومناهجهم المهمّة القيّمة بصورة جماعية.
لقد عُدّت في هذه الآية ستّة أقسام من هذه الخصائص، وإذا اُضيف إليها وصفهم بكونهم صالحين - والذي يستفاد من الآية السابقة - فستصبح سبعة.
ويحتمل أيضاً أن يكون مجموع الصفات الست التي ذكرت في هذه الآية تفصيلا وتبياناً لصلاح اُولئك، والذي ورد في الآية السابقة.
﴿وَوَهَبْنَا لَهُ﴾ لإبراهيم حين سأل ولدا ﴿إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً﴾ عطية حال منهما أو زيادة على ما سأل وهو ولد الولد فيختص بيعقوب ﴿وَكُلًّا﴾ من الثلاثة ﴿جَعَلْنَا صَالِحِينَ﴾ للنبوة أو وفقناهم للصلاح أو حكمنا بصلاحهم.