ثمّ أشارت الآية إلى آخر موهبة إلهيّة للنبي لوط، فقالت: (وأدخلناه في رحمتنا إنّه من الصالحين) فهذه الرحمة الإلهيّة الخاصّة لا تعطى لأحد إعتباطاً وبدون حساب، بل إنّ أهّلية وصلاحية لوط هي التي جعلته مستحقّاً لمثل هذه الرحمة.
حقّاً، أي عمل أصعب، وأي منهج إصلاحي أجهد من أن يبقى إنسان مدّة طويلة في مدينة فيها كلّ هذا الفساد والإنحطاط، ويظلّ دائماً يبلّغ الناس الضالّين المنحرفين أمر ربّهم ويرشدهم إلى طريق الهدى، ويصل الأمر بهم إلى أنّهم يريدون أن يعتدوا حتّى على ضيفه؟ والحقّ أنّ مثل هذه الإستقامة والثبات لا تصدر إلاّ من أنبياء الله وأتباعهم، فأي واحد منّا يستطيع أن يتحمّل مثل هذا العذاب الروحي المؤلم؟!
﴿وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا﴾ في أهلها أو الجنة ﴿إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾