وثاني صفة للمؤمنين بعد الخشوع ممّا تذكره الآية (والذين هم عن اللغو معرضون) حقّاً نرى جميع حركات وسكنات المؤمنين تتجّه لهدف واحد مفيد وبنّاء، لأنّ "اللغو" يعني الأعمال التافهة غير المفيدة، وكما قال بعض المفسّرين فإنّ اللغو كلّ قول أو عمل لا فائدة فيه، وإذا فسّر البعض اللغو بالباطل.
وبعض فسّره بالمعاصي كلّها.
وآخر بمعنى الكذب.
وآخر: السباب أو السباب المتقابل.
والبعض الآخر قال: إنّه يعني الغناء واللهو واللعب.
وآخر: إنّه الشرك.
فإنّ هذه المعاني مصاديق ذلك المفهوم العام.
وطبيعي أنّ اللغو لا يشمل الأفعال والكلام التافه فقط، وإنّما يعني الآراء التافهة التي لا أساس لها، التي تنسي العبد ربّه وتشغله بها دون الاُمور المفيدة، إذن فاللغو يتضمّن كلّ هذا، والحقيقة أنّ المؤمنين لم يخلقوا من أجل الإنشغال بآراء باطلة أو كلام تافه، بل هم معرضون عنها، كما قال القرآن الكريم.
﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ﴾ الساقط عن قول وفعل ﴿مُعْرِضُونَ﴾ لا يلتفتون إليه ولا يقاربونه فضلا عن فعله.