وتشير الآية التالية إلى إعتقاد هذه الفئة الخليط بالشرك، خاصة بعد الإنحراف عن صراط التوحيد والإيمان بالله، فتقول: (يدعوا من دون الله ما لا يضرّه وما لا ينفعه) أي إذا كان هذا الإنسان يسعى إلى تحقيق مصالحه الماديّة والإبتعاد عن الخسائر ويرى صحّة الدين في إقبال الدنيا عليه، وبطلانه في إدبارها عنه.
فلماذا يتوجّه إلى أصنام لا يؤمّل منها خير، ولا يخاف منها ضرر.
فهي أشياء لا فائدة فيها، ولا أثر لها في مصير البشر؟! أجل (ذلك هو الضلال البعيد).
إنّ هؤلاء ليبتعدون عن الصراط المستقيم بُعداً حتّى لا ترجى عودتهم إلى الحقّ إلاّ رجاءً ضعيفاً جدّاً.
﴿يَدْعُو﴾ يعبد ﴿مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ﴾ أي جمادا عاجزا عن الضر والنفع ﴿ذَلِكَ﴾ الدعاء ﴿هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ﴾ عن الرشد.