وكذلك كذّب أهالي مدينة "مدين" نبيّهم "شعيب"، وكذّب فرعون وقومه نبيّهم "موسى" (وأصحاب مدين وكذّب موسى).
وإنّ هذه المعارضة والتكذيب لن تؤثّر في روحك الطاهرة ونفسك المطمئنة، مثلما لم تؤثّر في أنبياء كبار قبلك ولم تعق مسيرتهم التوحيديّة ودعوتهم إلى الحقّ والعدل قطّ.
إلاّ أنّ هؤلاء الكفرة الأغبياء يتصوّرون إمكانية مواصلة هذه الأساليب المخزية.
(فأمليت للكافرين ثمّ أخذتهم) أجل، أمهل الله الكافرين ليؤدّوا إمتحانهم وليتمّ الحجّة عليهم فأغرقهم بنعمته، ثمّ حاسبهم حساباً عسيراً.
(فكيف كان نكير)(1) ورأيت كيف أنكرت عليهم أعمالهم، وبيّنت لهم أعمالهم القبيحة، لقد سلبت منهم نعمتي وجعلتهم على أسوأ حال ... سلبتهم سعادتهم الدنيوية وعوّضتهم بالموت.
﴿وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ﴾ تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن تكذيب قومه ﴿وَكُذِّبَ مُوسَى﴾ غير النظم لأن القبط كذبوه لا قومه ﴿فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ﴾ أمهلتهم وأخرت عقوبتهم ﴿ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ﴾ بالعذاب ﴿فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾ إنكاري عليهم بالانتقام منهم بتكذيبهم.