التّفسير
وساوس الشّياطين في مساعي الأنبياء:
تناولت الآيات السابقة محاولات المشركين والكفرة لمحو التعاليم الإلهيّة والإستهزاء بها، أمّا الآيات موضع البحث فقد تضمنّت تحذيراً مهمّاً حيث قالت: إنّ هذه المؤامرات ليست جديدة، فالشياطين دأبوا منذ البداية على إلقاء وساوسهم ضدّ الأنبياء.
في البداية تقول الآية: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى)أمراً لصالح الدين والمجتمع وفكّر في خطّة لتطوير العمل (ألقى الشيطان في اُمنيته) إلاّ أنّ الله لم يترك نبيّه وحده إزاء إلقاءات الشياطين (فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثمّ يحكم الله آياته).
إنّ هذا العمل يسير على الله تعالى، لأنّه عليم بجميع هذه المؤامرات الدنيئة، ويعرف كيف يحبطها (والله عليم حكيم).
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ﴾ وعنهم (عليهم السلام) أو محدث بفتح الدال هو الإمام يسمع الصوت ولا يرى الملك ﴿إِلَّا إِذَا تَمَنَّى﴾ بقلبه منية ﴿أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ ووسوس إليه فيها بالباطل يدعوه إليه ﴿فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ﴾ فيبطله ويزيله بعصمته وهدايته إلى ما هو الحق ﴿ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ﴾ يثبت دلائله الداعية إلى مخالفة الشيطان ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ في تدبيره.