إلاّ أنّ المؤامرات الشيطانية التي كان يحيكها المشركون والكفرة، كانت تشكّل ساحة لإمتحان المؤمنين والمتآمرين في آن واحد، إذ تضيف الآية (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم).
(وإنّ الظالمين لفي شقاق بعيد) فهم بعيدون عن الحقّ لشدّة عداوتهم وعنادهم.
﴿لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً﴾ الدال على ظهور الملقى للناس بخلاف الأول لخفاء تمني القلب فكيف يكون امتحانا ﴿لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ شك ونفاق ﴿وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ﴾ المشركين ﴿وَإِنَّ الظَّالِمِينَ﴾ أي الحزبين وضع موضع ضميرهم إيذانا بظلمهم ﴿لَفِي شِقَاقٍ﴾ خلاف ﴿بَعِيدٍ﴾ عن الحق أو عن الرسول وبيعته.