سبب النّزول
ذكر بعض المفسّرين أنّ المشركين وعلى رأسهم "الوليد بن المغيرة"، كانوا عندما بعث الله الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، يقولون مستنكرين: "أأنزل عليه الذكر من بيننا"؟! فنزلت الآية الأُولى من الآيات أعلاه لتردّ عليهم (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إنّ الله سميع بصير)(1).
التّفسير
خمسة تعاليم بنّاءةً ومهمّة:
بما أنّ الآيات السابقة تناولت بحث التوحيد والشرك وآلهة المشركين الوهميّة.
وبما أنّ بعض الناس قد اتّخذوا الملائكة أو بعض الأنبياء آلهة للعبادة، فانّ أوّل الآيات موضع البحث تقول بأنّ جميع الرسل هم عباد الله وتابعون لأمره: (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس).
أجل، إختار الله من الملائكة رسلا كجبرئيل، ومن البشر رسلا كأنبياء الله الكبار.
و "مِن" هنا للتبعيض، وتدلّ على أنّ جميع ملائكة الله لم يكونوا رسلا إلى البشر، ولا يناقض هذا التعبير الآية الأُولى من سورة فاطر، وهي (جاعل الملائكة رسلا) لأنّ غاية هذه الآية بيان الجنس لا العموم والشمولية.
وختام الآية (إنّ الله سميع بصير) أي إنّ الله ليس كالبشر، لا يعلمون أخبار رسلهم في غيابهم، بل إنّه على علم بأخبار رسله لحظة بعد أُخرى، يسمع كلامهم ويرى أعمالهم.
﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ﴾ إلى أنبيائه بالوحي ﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾ رسلا إلى سائرهم ﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ﴾ للأقوال ﴿بَصِيرٌ﴾ بالأحوال.