ومن أجل أن لا يكون حكم سليمان غيابياً، وأن لا يؤثر غياب الهُدهد على بقية الطيور، فضلا عن الاشخاص الذين يحملون بعض المسؤوليات، أضاف "سليمان" قائلا: (لأُعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين).
والمراد من "السلطان" هنا هو الدليل الذي يتسلط به الإنسان من أجل إثبات قصده، وتأكيد هذا اللفظ بـ "مبين" هو أنّه لابد لهذا الفرد المتخلف منإقامة دليل واضح وعذر مقبول لتخلفه!
وفي الحقيقة فإنّ سليمان قبل أن يقضي غيابياً ذكر تهديده اللازم في صورة ثبوت التخلّف... وحتى هذا التهديد جعله في مرحلتين تناسبان الذنب... مرحلة العقاب بما دون الاعدام، ومرحلة العقاب بالإعدام.
وقد برهن "سليمان" ضمناً أنّه - حتى بالنسبة للطائر الضعيف - يستند في حكمه إلى المنطق والدليل، ولا يعوّل على القوّة والقدرة أبدا.
﴿لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا﴾ بنتف ريشه وتشميسه أو حبسه مع ضده في قفص ﴿أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ لعذره.