وعلى كل حال، فإنّ الهدهد أخذ يفصّل لسليمان ما حدث فقال: (إنّى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم).
لقد بيّن الهُدهد لسليمان بهذه الجمل الثلاث جميع مواصفات هذا البلد تقريباً، وأسلوب حكومته!
فقال أوّلاً: إنّه بلد عامر فيه جميع المواهب والإمكانات، والآخر إنّني وجدت امرأة في قصر مجلل تملكهم، والثّالث: لها عرش عظيم - ولعله أعظم من عرش سليمان - لأنّ الهدهد كان رأى عرش سليمان حتماً، ومع ذلك يصف عرش هذه الملكة بأنّه عظيم.
﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾ أي ملكة لسبأ أو أهلها وهي بلقيس ﴿وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ﴾ يحتاج إليه الملوك ﴿وَلَهَا عَرْشٌ﴾ سرير ﴿عَظِيمٌ﴾ بالنسبة إليها أو لأنه لم يكن لسليمان مثله وإن عظم ملكه وكان ثلاثين أو ثمانين ذراعا في مثلها عرضا وسمكا من ذهب وفضة مكللا بالجوهر.