وقد أفهم الهدهد بكلامه هذا سليمان أنّه لا ينبغي أن تتصور أن جميع العالم تحت "نفوذ أمرك وحكومتك"! وأن عرشك هو وحده العرش العظيم... ولما سمع سليمان(ع) كلام الهدهد غرق في تفكيره، إلاّ أن الهُدهد لم يمهله طويلا فأخبره بخبر جديد.. خبر عجيب، مزعج مريب، إذ قال: (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم) فكانوا يفخرون بعبادتهم للشمس وبذلك صدّهم الشيطان عن طريق الحق (فصدهم عن السبيل).
وقد غرقوا في عبادة الاصنام حتى أنّي لا أتصور أنّهم يثوبون إلى رشدهم (فهم لا يهتدون).
وهكذا فقد بين الهدهد ما هم عليه من حالة دينية ومعنوية أيضاً، إذ هم غارقون في الشرك والوثنية والحكومة تروّج عبادة الشمس... والناس على دين ملوكهم.
معابدهم وأوضاعهم الأُخرى تدل على أنّهم سادرون في التيه، ويتباهونبهذا الضلال والإنحراف، وفي مثل هذه الظروف التي يرى فيها الناس والحكومة على خط واحد، فمن البعيد إمكان هدايتهم.
﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ﴾ كانوا مجوسا يعبدونها ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾ القبيحة ﴿فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ﴾ سبيل الحق ﴿فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾ إليه.