لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...
جاري التحميل ...
وأخيراً يختتم الهدهد كلامه هكذا (الله لا اله إلاّ هو ربّ العرش العظيم). وهكذا يختتم الهدهد كلامه مستنداً إلى "توحيد العبادة" و"توحيد الرّبوبية" لله تعالى. مؤكداً نفي كل أنواع الشرك عنه سبحانه. ملاحظتان أ - الدروس التعليميّة ما قرأناه في هذا القسم من الآيات، فيه لطائف كثيرة ومسائل دقيقة، يمكن أن يكون لها كبير الأثر في حياة الناس وسياسة الحكومات جميعاً. 1 - فرئيس الحكومة أو المدير العام، ينبغي عليه أن يكون دقيقاً في دائرته أو تشكيلاته التنظيمية، بحيث يتابع حتى غياب الفرد الواحد ويتفقده! 2 - أن يراقب تخلف الفرد، وأن يتخذ الحكم الصارم، لكيلا يؤثر غيابه على الآخرين. 3 - لا ينبغي أن يُصدر حكماً غيابياً أبداً دون أن يمنح المتخلف الفرصة للدفاع عن نفسه، مع الإمكان. 4 - ينبغي أن يجعل لكل جريمة عقاباً مناسباً... وأن يكون العقاب بمقدار الذنب، وأن يراعي سلسلة مراتبه. 5 - أن على أي شخص - حتى لو كان أكبر الناس، أو بيده أعظم المسؤوليات والقدرة الإجتماعية - أن يذعن للمنطق والدليل حتى ولو صدر من فم أضعف الخلق!. 6 - ينبغي أن تحكم الصراحة في محيط المجتمع، وأن يتمتع أفراده بالحرية بحيث يستطيع الواحد منهم عند اللزوم أن يقول لرئيس الحكومة: (أحطت بما لم تُحط به)! 7 - من الممكن أن يكون أقل ا لأفراد على اطلاع ومعرفة، في حين أنّ أكبرالعلماء وأصحاب النفوذ غير مطلعين، لكيلا يغتر أىّ إنسان بعلمه! 8 - في المجتمع البشري حاجات وضرورات متبادلة، بحيث قد يحتاج أكبر شخص فيه - كسليمان مثلا - إلى مساعدة أدنى شخص حتى ولو كان مثل الهدهد! 9 - بالرغم من أن في النساء قابليات كثيرة! وقصّة سليمان نفسها حاكية عن أن ملكة سبأ كانت تتمتع بدراية كبيرة وفهم عال، إلاّ أنّ قيادة الحكومة لا تتلاءم مع حالة المرأة وروحها وجسمها، بحيث يتعجب الهدهد من هذه المسألة ويقول: (إنّي وجدت امرأة تملكهم)! 10 - أغلب الناس على دين ملوكهم.. لذلك نقرأ في هذه القصّة أن الهدهد يقول في شأن الملكة وقومها: (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله). يتحدث الهدهد أولا عن سجودها ثمّ عن سجود قومها. ب - الجواب على بعض الأسئلة للمفسرين هنا بعض الأسئلة، ومنها: كيف لم يُحط سليمان(ع) بمثل هذه البلدة مع ما لديه من علم وإمكانات وفيرة في حكومته؟. ثمّ كيف طوى الهدهد هذه المسافة بين اليمن ومركز حكومة سليمان الّذى كان في الشام "على ما يظهر"؟ وهل كان الهدهد قد ضل الطريق ثمّ اهتدى إلى ذلك المكان، أو كان له غرض آخر؟! أمّا في ما يخص السؤال الأوّل فيمكن أن يُجاب عنه بأن سليمان(ع) كان ذا علم بوجود هذه البلدة، إلاّ أنّه لم يعرف خصائصها، ثمّ إن صحراء الحجاز كانت تفصل بين اليمن والشام، ولم تكن وسائل المواصلات بين البلدان يومئذ كما هيعليه في يومنا هذا "وبالطبع فإنّ علمه عن طريق الغيب والإلهام الإلهي موضوع آخر". وأمّا قطع المسافة من قبل الهدهد، فأنّها لم يكن عسيرة عليه.. لأنّنا نعرف بعض الطيور التي تقطع المسافة بين القطبين.. والفاصلة بين الشام واليمن إزاء تلك المسافة لا تعدّ شيئاً. وأمّا مجيء الهدهد إلى سبأ فكان - كما تقول بعض التواريخ - أنّ سليمان عزم على زيارة بيت الله الحرام، فتوجه من الشام ليؤدي مناسك إبراهيم(ع) "أى الحج"، وفي مسيره رغب في السير نحو الجنوب، فواصل منطقةً لا تبعد عن اليمن كثيراً.. فاغتنم الهدهد الفرصة عندما استراح سليمان في تلك المنطقة وجاء إلى قصر ملكة سبأ فرأى ما رأى من المشهد المثير العجيب(2). ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ لإحاطته بالعلم.