التّفسير
الملوكُ مفسدون مخرّبون:
لقد أصغى سليمان(ع) إلى كلام الهُدهد بكل اهتمام.. وفكّر مليّاً، ولعل سليمان كان يظنُّ أن كلام الهدهد صحيح، ولا دليل على كذب بهذا الحجم.. لكنحيث أن هذه المسألة لم تكن مسألة "ساذجةً" بسيطة، ولها أثر كبير في مصير بلد كامل وأمّة كبيرة!.. فينبغي أن لا يكتفي بمخبر واحد، بل ينبغي التحقيق أكثر في هذا المجال: (قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين).
وهذا الكلام يثبت بصورة جيدة أنّه يجب الاهتمام في المسائل المصيرية المهمّة، حتى لو أخبر بها "فردٌ" صغير، وأن يُعجّل في التحقيقات اللازمة "كما تقتضيه السين" في جملة "سننظر"!
سليمان(ع) لم يتهم الهدهد فيحكم عليه بالكذب.. ولم يُصدّق كلامه دون أىّ دليل... بل جعله أساساً للتحقيق!
﴿قَالَ سَنَنظُرُ﴾ سنتأمل في أمرك ﴿أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ عدل عن أم كذبت مبالغة وللفاصلة ثم كتب كتابا وقال له.