وبعد أن ذكرت ملكة سبأ محتوى كتاب سليمان لقومها... التفتت إليهم و (قالت يا أيّها الملأ افتوني في أمري ما كنت قاطعةً أمراً حتى تشهدون).
لقد أرادت الملكة بهذه الإستشارة تقوية مركزها في قومها، وأن تلفت أنظارهم إليها، كما أرادت ضمناً أن تعرف مدى انسجامهم وميزان استجابتهم لما تُقدم عليه من تصميم.
كلمة "أفتوني" مشتقّة من (الفتوى) معناها في الأصل الحكم الدقيق والصحيح في المسائل الغامضة والصعبة... فملكة سبأ أرادت بهذا التعبير أن تشعرهم بصعوبة المسألة أوّلا، وأن يدققوا النظر ويجمعوا الرأي فيها ليتجنبوا الخطأ ثانياً.
"تشهدون" مأخوذ من مادة "الشهود"، ومعناه الحضور... الحضور المقرون بالتعاون والمشورة!.
﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي﴾ أجيبوني بما عندكم من الرأي ﴿مَا كُنتُ قَاطِعَةً﴾ قاضية ﴿أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ﴾ تحضرون ملاطفة لهم ليقوموا معها.