ثمّ يضيف قائلا: (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم إنا دمرنا هم وقومهم أجمعين).
وكلمة (مكر) - كما بينّاها سابقاً - تستعملها العرب في كل حيلة وتفكير للتخلص أو الإهتداء إلى أمر ما.. ولا تختص بالاُمور التي تجلب الضرر، بل تستعمل بما يضر وما ينفع.. فيصح وصف المكر بالخير إذا كان لما ينفع، ووصفه بالسوء إذا كان لما يضرّ.. قال سبحانه: (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين).
وقال: (ولا يحيق المكر السيء إلاّ بأهله)! "فتأملوا بدقّة"يقول الراغب في المفردات.. المكر صرف الغير عما يقصده.. فبناءً على هذا إذا نسبت هذه الكلمة إلى الله فإنّها تعني إحباط المؤامرات الضارة من قبلالآخرين، وإذا نسبت إلى المفسدين فهي تعني الوقوف بوجه المناهج الإصلاحية، والحيلولة دونها.
ثمّ يعبّر القرآن عن كيفية هلاكهم وعاقبة أمرهم فيقول: (فتلك بيوتهم خاويةً بما ظلموا).
فلا صوتَ يُسمع منها ولا حركة تتردد ولا أثر من تلك الزخارف والزبارج والنعم والمجالس الموبوءة بالذنوب والخطايا.
﴿فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ﴾.