ولما كانت مواجهة الإختلافات والوقوف بوجهها مدعاة للهدى والرحمة، فإنّ الآية التالية تشير إلى هذا "الأصل الكلي" وتقول: (وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين).
أجل، إنّه هدى ورحمة من حيث حسم الخلافات ومبارزة الخرافات، هدى ورحمة لأنّ دليل حقانيته كامن في عظمة محتواه!
هدى ورحمة لأنّه يهدي إلى سبيل الحق ويدل عليه!.
وذكر "المؤمنين" هنا خاصّة.. هو لما ذكرناه آنفاً من أنّه ما لم تتوفر مرحلة من الإيمان في الانسان، وهي مرحلة الإستعداد لقبول الحق والتسليم لله، فإنّه لا يستطيع الاستفادة من هذا المصدر الإلهي الفيّاض.
﴿وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ لمن آمن منهم ومن غيرهم.