وحيث أنّ جماعة من بني إسرائيل وقفت بوجه القرآن والحقائق الواردة فيه، لأوامر الله، فإنّ الآية التالية تقول في شأنهم: (إنّ ربّك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم).
وبالرغم من أنّ هذه الآية لم تصرّح بأن قضاء الله بينهم سيكون يوم القيامة... إلاّ أنّه بقرينة آيتين أخريين تتحدثان عن اختلافات بني إسرائيل، وأن الله يقضي بينهم يوم القيامة، يتّضح أنّ مراد الآية محل البحث هو هذا المعنى ذاته.
ففي الآية (17) من سورة الجاثية يقول سبحانه: (إنّ ربّك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون).
كما ورد في ذيل الآية (93) من سورة يونس، هذا النص المتقدم نفسه.
ووصف اللّه "بالعزيز" و"العليم" إشارة إلى ما ينبغي توفره في القاضي من هاتين الصفتين، "العلم" بصورة كافية و"القدرة" على إجراء الحكم، والله سبحانه أعلم من الجميع وأعزّهم.
﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم﴾ بين من آمن ومن كفر ﴿بِحُكْمِهِ﴾ بما يحكم به وهو عدله ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ فلا يغلب ﴿الْعَلِيمُ﴾ بالقضاء بالحق.