التّفسير
المشيئة الالهية تقتضي انتصار:
هذه هي المرّة الرابعة عشرة التي نواجه بها بدايات السورة "بالحروف المقطعة" في القرآن، وقد تكررت فيها (طسم) ثلاث مرات، وهي هنا - أي "طسم" - ثالث المرات وآخرها.. وقد بيّنا مراراً وتكراراً أنّ للحروف المقطعة من القرآن تفاسير متعددة ومختلفة، وقد ذكرناها وبحثناها بحثاً وافياً في بدايات سوَر "البقرة" و "آلعمران" و "الأعراف".
وعلاوة على ذلك كلّه فإنّه يظهر من كثير من الرّوايات في شأن (طسم) أن هذه الحروف إشارات موجزة عن صفات الله سبحانه وتعالى، أو أنّها أماكن مقدسّة.. ولكنّها في الوقت ذاته لا تمنع من ذلك التّفسير المعروف الذي أكّدنا عليه مراراً، وهو أنّ الله تعالى يريد أن يوضح هذه الحقيقة للجميع، وهي أنّ هذا الكتاب السماوي العظيم الذي هو أساس التغيير الكبير في تأريخ البشرية وحامل المنهج المتكامل للحياة الكريمة للإنسانيّة يتشكّل من أُمور بسيطة كهذه الحروف "ألف باء..." التي يستطيع أن يتلفظ بها كل صبّي.
ومن هنا تتجلى عظمة القرآن وأهميته القصوى، إذ يتألف من هذه الحروف البسيطة التي هي في اختيار الجميع.
﴿طسم﴾.